وردة فتوكي المعروفة والملقبة باسم وردة الجزائرية أي الزهرة الجزائرية هي مغنية جزائرية ولدت عام 1939 م في مدينة باريس وتوفيت في 17 ماي 2017 في القاهرة (مصر) .
ظهرت وردة لاول مرة في باريس بعد اندلاع الحرب الجزائرية ، استمرت حياتها المهنية في لبنان ثم في مصر ، بعد استقلال الجزائر تزوجت من ضبط ووقفت مسيرتها حتى عام 1972 م .
بعد طلاقها انتقلت الى مصر وتوجت من الملحن الكبير بليغ حمدي ومن ثم أصبحت تعمل مع اعظم الملحنين العرب .
اشتهرت بأغانيها العاطفية، كما غنت أغاني وطنية. وصلت مِلفاتها إلى أكثر من 300 أغنية. وبعد بيع عشرات الملايين من الألبومات اعتبرت ملكة الأغنية العربية. ولدة وردة فتوكي من أب جزائري محمد فتوكي من سوق أهراس و أم لبنانية. هي الأصغر في اخوانها الخمسة، بدأت وردة في الغناء في الخمسينلت من القرن الماضي حيث ظهرت لأول مرة في ملهى تامتام الذي كان يملكه أبوها يقع في شارع سان سيفيرين في الحي اللاتيني كان هذا الملهى يستقبل العديد من نجوم الأغنية العربية مثل صفية، شيماء و فريد الأطرش.
في السن الحادية عشر، غنت وردة في برنامج المنشط احمد حشلاف في باريس و شسجلت أول سجل لها لباتي ماركوني. و في عام 1956 م بعد اندلاع الحرب الجزائرية تم اكتشاف في ملهى أبيها من قبل الشرطة أسلحة مانت موجهة لجبهة التحرير الوطني فتم اغلاق الملهى و طرد العائلة من فرنسا فماتت أمها قبل الوصول إلى (حمراء) و هو حي في العاصمة اللبنانية و المشهور بالحياة الليلية. فغنت وردة في ملاهي بيروت في سنة 1959 و في كازينو علي تعرفت على الملحن محمد عبد الوهاب الذي علمها الغناء الكلاسيكي و أنتج لها قصيدة للشاعر أحمد شوقي تحت عنوان ( بعمري كله حبيتك) بعد ذلك اقترح عليها جمال عبد الناصر أداء أغنية الوطن و هي أغنية لمحمد عبد الوهاب كتبت لأوبرا العربية. فسجلها وردة مع مطربين آخرين مثل عبد الحليم حافظ و فايزة أحمد و من ثم قام عبالمخج المصري للمسرحيات الغنائية حلمي رفلت بتوقيع عقد مدها و بهذا واصلت
مهنتها الموسيقية و السينمائية في مصر. فظهت في فيلمين لرفلة هما الماز و عبدو الحمولي و الثاني أميرة العرب.
توفي أبوها في سنة 1961 و بعد الإستقلال ذهبت الى الجزائر لأول مرة ز تزوجت من الضابط الذي منعها من الغناء، فتخلت عن الغناء لمدة 10 سنوات لأجل تربية ابنيهما وداد و ابنها رياض سمته نسبتا إلى الملحن رياض السومباتي و في سنة 1972 و بناءا على طلب من الرئيس هواري بومدين شاركت في الإحتفال بالذكرى العاشرة لإستقلال البلاد من خلال آداء في الجزائر العاصمة مع اوركيسترا مصرية. و من ثم قررت وردة استاناف حياتها المهنية فتطلقت مع زوجها بالتراضي. فعادت نهائيا الى مصر حيث تزوجت من الملحن بليغ حمدي حينها تمتعت بشعبية كبيرة نظرا لكونها تعمل مع أكبر ملحنين العرب مثل حلمي بكر، رياض السمباتي، صدوق ثرايا، محمد عبد الوهاب، محمد الموجي و السيد مكاوي.
و بعد ذلك و بسبب وجود أغنية في دليلها تمدح فيها الزعيم الليبي معمر القذافي تحت عنوان (غلاء ينزاد) منعها الرئيس المصري أنور السادات من الغناء في مصر و بعد تدخل زوجته جيهان السادات رفع عليها الحصار و في سنة 1979 عادت إلى فرنسا لتقديم حفلة في الأولمبيا.
في سنة 1990 تطلقت وردة من زوجها الثاني لذي توفي في باريس بعد 3 سنوات، تلاشت مسيرتها المهنية مع ظهور أساليب موسيقية جديدة ثم أعادت المغنية مكانتها مفي المقدمة من خلال أداء الأغاني للمؤلف الموسيقي صلاح الشرنوبي و هي (حرمت أحبك) و (بتونس بيك ) يا خسارة . و بعد ذلك عانت من مشاكل صحية جعلتها بعيدة عن المسرح.
في عام 1996 خضعت لعملية جراحية في القلب ثم عملية زراعة الكبد في أوائل القرن العشرين. و في عام 1999 تلبعت مجموعة نغم الهوى مسيرتها الهمهنية و تم تسجيل ألبومها الأخير في عام 2001.
عادت وردة الى لبنان خلال الألفينيات لأداء مهرجان دولي البعلبك. غنت هناك سنة 2005 ثم في 2008 و كان عدد محبيها 3000 متفرج و عادت الى الجزائر في نفس السنة و أقامت حفلات في جميلة بمناسبة المهرجان الدولي الرابع في مسرح كازيف سيدي فرج. و في عام 2009 شاركت وردة في الحفل الإفتتاحي للمهرجان الإفريقي الثاني في الجزائر العاصمة. كما توجهت الى المغرب أيضا حيث غنت أمام 30000 متفرج في مهرجان موازين الطبعة الثامنة. آخر ما قدمتة كانت فلتها في لبنان في سبتمبر 2011.
توفيت وردة يوم 17 ماي 2012 في القاهرة أين تقطن، اثر اصابتها بسكتة قلبية دثة أثناء نومها، ثم تم ترحيل جثمانها الى الجزائر و تم دفن المغنية يوم 19 ماي في مربع الشهداء في مقبرة العالية في ماي 2013 تم تقديم فيديو أغنية (أيام) من اخراج مؤنس
خمار للصحافة ، وكان قد توقف تصوير الفيديو بعد موت الفنانة وردة المقاطع التي تظهر الفنانة المفقودة قد تم تركيبها بفضل عملية الرسوم المتحركة (التنظير) تم تسجيل أغنية الملحن بلال زين وشاعر الغناء منير بوعساف باللهجة اللبنانية في عام 2009 .
يعتبر العازف الموسيقي دانيال كوكس أن وردة لديها كل الصفات اللازمة مغنية في العالم العربي ويؤكد على وجه الخصوص من صحة تاديتها واحساسها الايقاعي وتمكنها من الفروق الدقيقة التي زادت اثراء لغنائها . وفقا لكوكس تمكنت وردة من الجمع بين القوة و الرقة .
تعتبر وردة من المطربات القلائل المشهورات في العالم العربي من المشرق الى المغرب وتحتل نفي مكانت أم كلثوم ، صباح أو فيروز . يشمل دليلها الغنائي أكثر من 300 أغنية وباعت خلال حياتها عشرات الملايين من الألبومات .
أول أغنية سجلتها وردة خلال الخمسينيات هي أغنية وطنية جزائرية وبعد ذلك أدت الأغاني تناشد فيها النضال ثم استقلال الجزائر مثل (صاعدون الى الجبال) و(من بعيد) ثم (عيد الكرامة) ثم (بلادي أحبك) . وقبل موتها صوت وردة فيديو تحت عنوان (ما زال واقفين) بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال .
في نوفمبر 2004و بمناسبة الذكرى الخمسون للثورة حصلت وردة على وسام الأثر من وسام الاسحاق الوطني . في 2009 أصبحت وردة قائدا للأمر المغربي لوسام علاويت تحت تعليمات الملك محمد السادس وقدم لها والي الرباط مفاتيح المدينة وفي سنة 2012 تم تعيين المغنية وترقيتها الى رتبة فار الفنون و الآداب .