أصل البناية
من بين كل المعالم الموجودة بتلمسان، وعلى الر غم من صغر حجمه، وقربه من المسجـد الكبير، يعـد مسجـد ” أبي الحسن التنسـي ”
( “سيدي بلحسن “كما هو متداول في المنطقة ) البناية التي تجسد إلى حد كبير أصول الطراز المعماري المغربي والأندلسي بتلمسان .
يقع المتحف في الجانب الغربي للساحة المجاورة للمسجد الكبير لتلمسان
شيد السلطان ” أبو سعيد عثمان ، خليفة ابن يغمراسن ”.
هذه المعلمة الفنية سنـة 696 هـ / 1296م تخليدا لذكرى الأمير“ أبي عـامر إبراهيـم بن أبي يحـيى يغمراسن بن زيان “، الذي أوصى ببناء هذا المسجد قبل وفاتـه، وحبس عليه بعض أمواله العقـارية، كما تدل عليه الكتابة المنقوشـة على صفحة من المرمر الأخضر، المكتوبة بخط أندلسي أنيق، مثبتة على الجدار الغربي لقاعة الصلاة وسط الصف الثالث، وكذا النقيشتان المصنوعتان من الجبس اللتان تعلوان المحراب.
أصـل التسمية
نسب هذا المسجد إلى العالم الجليل ” أبي الحسن علي بن يخلف التنسي “، الذي مارس القضاء تحت حكم السلطان ” أبي سعيد عثمان ” (1283 م – 1303 م ) . إكراماً له لأنه كان من أفضل علماء عهده وأتقاهم .
تصميم هذا المبنى الذي يعود لفترة بني عبد الواد، ذو أبعاد متواضعة بالمقارنة مع تصاميم المساجد المتواجدة داخل المدينة يتميز تصميمه بغياب الصحن والبلاطات الموازية لجدار القبلة .
عرفت البناية تحولات عدة خلال الفترة الاستعمارية :
حول من مخزن للعلف و الخمور ( 1836 م 1848 م )، إلى مدرسة قرآنية سنة 1849م ، ثم إلى مدرسة إسلامية فرنسية سنة 1895م .
في سنة 1900م ، شب فيه حريق، و تقرر تحويله إلى متحف بعد الترميم وبعد صراع بين المهندس Mr Ballou وحاكم مدينة الجزائر
قاعة العرض الأولى
تحتوي هذه القاعة على مجموعة من المخطوطات المهمة بالإضافة إلى جمالها المعماري المميز فهي في الأصل قاعة صلاة المسجد تنقسم إلى ثلاث بلاطات وثلاثة أساكيب يحدها صفان من العقود المكسورة التي ترتكز على أعمدة من المرمر تعلو بعضها تيجان جميلة.
صنعت السقوف من عوارض متشابكة من خشب الأرز تمنح أول نموذج جزائري لهذه التجاويف التي طورت ثلاثة أو أربعة قرون قبل ذلك بالأندلس
ينفتح المحراب بعقد متجاوز داخل إطار مستطيل ، تعلوه ثلاث فتحات تحتلها شماسيات مفرغة بزخارف وردية، وتعد زخارف هذا المحراب من روائع أعمال النقش على الجبس، فجنبات العقد مؤثثة مناوبة بعناصر نباتية وأخرى كتابية. ومن الأركان تنبعث زخارف دقيقة نائية وحلزونية الشكل. ويمثل هذا المحراب قمة الفن المغربي – الأندلسي .
فهو ذو تصميم سداسي الأضلاع ، وتغطيه قبة ذات مقرنصات شبيهة بتلك الموجودة بكل من جامع القرويين بفاس، ومسجد تينمل والكتبية (مراكش) . تتشكل كوته التي تنطلق من تصميم مثمن ، لتبلغ القبيبة ذات الأضلاع التي تغطيها، كما زين الجزء السفلي للتيجان بعناصر نباتية متعرجة ومقوسة وهو تقليد مختزل لتيجان الأقنثة العتيقة، أما الجزء العلوي ذو الشكل المتوازي السطوح، فيتكون من زخارف نباتية تذكر ببعض تيجان جامعي قرطبة أما التيجان الأخرى فتقدم زخرفا محوريا مشكلا من سعيفات ترتكز على أوراق الأقنثة السفلية .
قاعة العرض الثانية
تحتوي هي الأخرى على مجموعة قيمة من المخطوطات المهمة ، بالإضافة إلى مجموعة من الآثار التي تعود إلى الفترة الزيانية ، تم العثور عليها أثناء عملية الترميم سنة 2011 في إطار التظاهرة ” تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ” ، هي الآن موضوعة للعرض داخل نوافذ أركيولوجية .
قاعة العرض الثالثة
وهي أصغر القاعات في المتحف ، إلا أن المعروضات التي تحتويها لا تقل أهمية عن المجموعة المعروضة في القاعتان المجاورتان .
أثناء عملية الترميم ، تم العثور على بئر قديمة تعود للفترة الزيانية.